أين قد يتوقف نزيف الإسترليني؟

 

نعم يبدو أن البنك المركزي البريطاني لن يرفع معدل الفائدة في اجتماع 10 مايو المقبل وذلك بناء على البيانات التي تشير إلى تراجع حاد في أداء النشاط الاقتصادي للربع الأول من العام الجاري

حيث سجل الناتج المحلي الإجمالي نمواً عند 0.1% فقط هذا وقد تراجع التضخم قليلا دون الـ 3% بالإضافة إلى إشارات ضعف في القطاع الصناعي وفق بيانات اليوم لمؤشر مدراء المشتريات الذي سجل أقل قراءة منذ منتصف العام الماضي

و لا ننسى أن المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي بشأن البريكست ما تزال مستمرة والحقيقة أنها لم تحقق شيء ملموس بعد

فبين أمواج التفاؤل التي تخلقها رئيسة الوزراء تيريزا ماي في تصريحاتها تأتي أمواج الخيبة من تصريحات بارنييه المفاوض الأوروبي الأبرز

فأين يكون الإنجاز إن لم يتم الاتفاق بعد على حدود ايرلندا مع ايرلندا الشمالية التابعة للمملكة المتحدة ورفض مجلس اللوردات البريطاني لفتح الحدود بعد البريكست وأين التقدم بالمفاوضات إن لم يتم أيضا عمل مناقشة بناءة للنشاط التجاري وحرية حركة البضائع

الإنجاز الوحيد الذي تم هو تمديد فترة التفاوض عبر تكوين فترة انتقالية بعد  البريكست الذي ينتهي في مارس العام المقبل

 

والآن وبعد هذه التراجعات الحادة للاسترليني أين يمكن لنزيفه أن يتوقف؟

يبدو من حركة الإسترليني أن أدنى مستوى سجله هذا العام كان عند 1.3455 ولذا فإنه سيكون مستوى هام يصعب التراجع دونه بسهولة في حال لم تتوفر الأسباب لذلك

وهو ما يجعل هذا المستوى قويا حيث التراجعات الأخيرة قد سعرت السلبية في البيانات البريطانية وضعف عملية التفاوض ولذا فإن أي إيجابية للاسترليني جيدة لدفعه أعلى من ذلك المستوى

وبشكل عام لا شك أن الإسترليني يحيط به الكثير من الغموض المتمثل بغموض مصير مفاوضات البريكست ولذا فالتذبذبات محتملة جداً.

 

 

نورس حافظ

كبير استراتيجي الأسواق

Related posts

حالة من التباين في الأداء نتيجة تأثرها بعدة عوامل اقتصادية وجيوسياسية

 نتائج شركة NVIDIA للربع الأخير

تراجع جديد للأسهم الأمريكية والأوروبية وسط استمرار المخاوف الجيوسياسية