تصدر بيانات نهائية عن أداء القطاع الصناعي والخدمي في الاقتصادات الكبرى عن شهر نوفمبر هذا الاسبوع
حيث تشير اغلبها لتحسن في الاداء مما يعني طلب أكبر على مشتقات الطاقة والنفط
وقد صدرت بالفعل قراءة الصين وكانت تحمل مفاجأة ايجابية وهي عودة القطاع الصناعي للنمو بعد انكماش دام 6 اشهر
وأما القطاع الخدمي فقد سجل أيضا ارتفاع ايجابي فاق التوقعات وسجل أفضل مستوى في 8 أشهر كما في الرسم التالي للقطاعين
ويبدو أن هذا التحسن يعود لعدة عوامل منها مباشرة كوجود مفاوضات تجارية امريكية صينية مريحة حتى اللحظة وغير مباشرة وهي برامج لتحفيز الاقتصادات الكبرى حول العالم
وكل ذلك يتوقع أن يدعم الطلب على النفط في حال استمر نمو هذه البيانات مما يعزز سعر البرميل
أما أوبك بلس فستجتمع يومي الخميس والجمعة القادمين
وقد صرح اليوم وزير النفط العراقي أن المنتجين سيدرسون خفض الانتاج أكثر من 1.2 مليون برميل المتفق عليه سابقا ليصبح 1.6 مليون برميل يوميا
وقال أن التزام العراق بخفض الانتاج سيصل 100% هذا الشهر
ولذا فطرح مثل هذا الاقتراح قد يساعد اسعار النفط للارتفاع قبل قرار المنتجين يوم الجمعة بالرغم من أن روسيا لا تؤيد هذا الأمر حاليا وترى امكانية تأجيله الى مارس المقبل
إلا أن التصريحات التي كانت قد صدرت قبل عدة اسابيع من رئيس منظمة اوبك قد اوضحت صراحة رغبة خفض الانتاج بشكل أكبر بهدف ضبط توازن السوق والحفاظ على اسعار النفط عند مستويات جيدة للمنتجين
ويبدو حتى الآن أن المنتجين مقتنعين تماما بتمديد اتفاق خفض الانتاج على الأقل ووضع التأهب لأي اجراء مستقبلي يضمن استقرار اسعار النفط وهو ما يعتبر جيد لسعر البرميل
كان النفط قد تراجع يوم الجمعة لعدة عوامل منها ارتفاع انتاج اميركا في سبتمبر إلى مستويات قياسية عند 12.46 مليون برميل يوميا
وتخوفا من اجتماع اوبك وبسبب ارتفاع المخزونات عند الاسعار السابقة
وبالرغم من ذلك إلا أن سعر الخام الأمريكي كان يتفاعل باستمرار مع مخزونات اميركا الاسبوعية حيث الرسم يبين مستويات السعر مقارنة بالمخزونات الاسبوعية
الرسم من بداية العام يبين كيف عندما ارتفعت الاسعار في الربع الثاني قفزت المخزونات الامريكية من النفط وفق المستطيل رقم 1
ثم بعد ذلك تراجعت الاسعار عن مستوياتها السابقة فتراجعت المخزونات وفق المستطيل رقم 2
ثم استقرت الاسعار اغلب الفترات فوق الـ 55$ فارتفعت المخزونات ولكنها كانت قريبة من الصفر في تغيرها
الرسم يبين مستوى الـ 55$ الذي تحدثنا عنه سابقا وهو مستوى عام شكل الفارق بين ارتفاعات أو انخفاضات كبيرة في المخزونات الامريكية
حيث عندما تراجعت الاسعار قرب 50$ للبرميل تراجعت المخزونات كثيرا لتصل اسبوعيا فقدان 10 مليون برميل منها كما في المستطيل 2
ولذا فإن العلاقة بين سعر الخام الأمريكي وتأثره بالمخزونات يتوقع أن تستمر مع ثبات العوامل الأخرى.
بشكل عام نرى أن تحسن بيانات الصين التي هي المستهلك الأكبر للنفط في العالم يدعم الطلب على النفط وبالتالي اسعاره
والتزام اوبك بلس في اتفاق خفض الانتاج فهو أيضا يدعم عدم حدوث طفرة في المعروض النفطي وبالتالي يدفع اسعار النفط للارتفاع
ولذا في حال ايضا كانت بيانات القطاعات الصناعية والخدمية للاقتصادت الكبرى جيدة في هذا الاسبوع وتوجت بقرار اوبك بلس الداعم للاسعار
فعندئذ تكون كل العوامل جيدة لارتفاع اسعار النفط من مستوياتها الحالية عند 55$ للخام الأمريكي و60$ لبرنت
وطبعا بشرط أن لا تتأزم العلاقات التجارية الأمريكية الصينية بشكل أكبر.
يضاف إلى ذلك أن البيانات الصينية التي تحسنت تساعد ايضا على رغبة المخاطرة ودعم اسعار اسواق الاسهم بشكل عام.