تحدثنا سابقاً أن مؤشرات الأسهم الأمريكية تسير ضمن حالة ترقب لمستقبل الاتفاقات التجارية والتوترات الجيوسياسية، خاصة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، كندا، المكسيك، وأي تطورات قد تطرأ في العلاقة مع الصين.
في هذا السياق، نركز في هذا التقرير على أهم مستويات الدعم والمقاومة التي تشكل نقاط فاصلة خلال الأسابيع المقبلة والتي من المتوقع أن تتحرك المؤشرات ضمن نطاقاتها الفنية ما بين هذه المستويات.
البداية مع مؤشر S&P 500 وفق العقد المستقبلي
وفق الصورة المرفقة، لدينا مستويات حاسمة وفاصلة كان قد اخترقها السعر صعوداً بعد إعلان الاتفاق التجاري الأمريكي-الصيني. حيث تجاوز المؤشر مستويات 5836 نقطة، والتي كانت قمة خلال الأسبوع الماضي، وقاعاً في فترة سابقة، ما يجعلها مستوى بالغ الأهمية فنياً.
تجاوز هذا المستوى أعاد المؤشر إلى نطاق التداولات المرتفع، الذي يبلغ أقصى حد له حول 6150 نقطة تقريباً.
ويتوقع أن يبقى المؤشر ضمن هذا المسار الإيجابي حتى تكشف المزيد من البيانات الاقتصادية، التي ستبين مدى تضرر الاقتصاد الأمريكي من جهة، ومن جهة أخرى إمكانية تحقيق اتفاقات تجارية جديدة تدفع الأسعار لمستويات أعلى.
إذن مستويات المضاربة خلال الفترة القادمة واضحة:
- أول مستوى رئيسي حول 5840 نقطة، يمثل نقطة الارتكاز الرئيسية حالياً.
- ومن الأعلى لدينا مستوى 6150 نقطة كهدف ممتد إذا استمرت الإيجابية.
- أما في حال تراجع السعر دون 5830 نقطة، فلدينا خط اتجاه صاعد موضح على الرسم قد يشكل دعماً مهماً حول مستويات 5700 نقطة، والتي قد تمثل نقطة ارتداد ثانية في حال حدث أي ضغط بيعي جديد.
ثانياً، مؤشر الداو جونز – العقد المستقبلي
يتبين لنا أيضاً من الصورة أن هناك ارتكازاً حالياً على مستوى دعم مهم حول 42,000 نقطة تقريباً. حيث يتداول السعر حالياً بالقرب من 42,400 نقطة، أي مرتفعاً عن هذا المستوى الذي شكل قيعان سابقة وفق الرسم في عدة مناسبات عندما كان ضمن نطاق ارتفاع التداولات. الآن يعود هذا المستوى ليكون محورياً ومهماً جداً.
يُضاف إلى ذلك وجود خط اتجاه صاعد يربط مجموعة من القيعان المتتالية، والذي إذا تراجع السعر دونه، تحديداً عند مستوى 41,966 نقطة، قد نشهد استهداف مستوى الدعم التالي عند 41,500 نقطة تقريباً.
لكن حتى الآن، التراجعات المحتملة لا تبدو كبيرة جداً إذا استمر الزخم الصعودي، خاصة إذا كان هناك رغبة في دفع المؤشر لمستويات أعلى. حيث أن المؤشر ما يزال في حالة ترقب، وقد نشهد تقلبات محتملة في أي وقت مع تطورات الأحداث الاقتصادية أو الجيوسياسية.
طالما بقي المؤشر فوق مستويات 42,000 نقطة، فإنه يؤسس تدريجياً لمحاولة العودة لمستويات أعلى.
أبرز هذه المستويات الفنية المستهدفة:
- أولاً: 43,000 نقطة، والتي تشكل مقاومة محورية قصيرة الأمد.
- ثم 46,000 نقطة، كمستوى مستهدف أعلى يمتد إليه المؤشر بحال وجود محفزات قوية.
إذن، النطاقات الصعودية تبقى مفتوحة، لكنها مشروطة بحوافز واضحة، وأهمها:
- تحقيق اتفاقات تجارية جديدة وواضحة بين الولايات المتحدة وشركائها التجاريين.
- وصدور قرارات بخفض معدلات الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.
حتى الآن، المؤشر يؤسس للمزيد من الارتفاعات، لكن مع بقاء احتمالات التقلبات قائمة في ظل هشاشة المشهد الاقتصادي والسياسي العالمي.
ثالثاً وأخيراً، مؤشر NASDAQ-100 – العقد المستقبلي
وفق الرسم المرفق، يتحرك مؤشر ناسداك 100 حالياً ضمن منتصف النطاق الأعلى للتداولات، حيث من المتوقع أن يستمر في التداول ضمن هذا النطاق خلال فترة الترقب الحالية بين مستويات تقارب 21,000 نقطة وحتى 22,400 نقطة تقريباً.
مستوى الدعم الأول يتركز قرب 21,000 نقطة، والذي شكل قاعاً ومستوى ارتكاز خلال الفترة الماضية، بالإضافة إلى كونه قمة في الفترات التي سبقتها، ما يعزز من أهميته الفنية.
بجانب ذلك، لدينا خط اتجاه صاعد مماثل لما نراه في بقية المؤشرات الأمريكية، لكنه هنا أبعد قليلاً عن السعر الحالي، حيث يشكل دعماً قوياً عند مستويات 20,000 نقطة تقريباً.
ويُذكر أن مؤشر ناسداك 100 حساس جداً لأي تطورات تتعلق بالاتفاقات التجارية، ولهذا شهد المؤشر أكبر نسب الارتفاع عقب الإعلان عن الاتفاق التجاري الأمريكي-الصيني.
لذلك، يمثل نطاق الدعم بين 20,900 نقطة وحتى 20,700 نقطة مستوى فاصلاً بالغ الأهمية في حال حدوث أي تراجعات، حيث قد يشهد المؤشر ارتداداً منها إذا بقيت الصورة العامة إيجابية.
بالمقابل، نطاق الدعم الأوسع المحتمل يقع بين 20,900 وحتى 20,500 نقطة تقريباً.
أي كسر واضح لهذا النطاق قد يُدخل المؤشر في موجة تصحيح أوسع خاصة إذا ظهرت عوامل سلبية واضحة مثل فشل الاتفاقات التجارية أو تباطؤ حاد للاقتصاد الأمريكي.
أما من ناحية المستهدفات الصعودية:
- 22,400 نقطة تبقى هي المقاومة الأبرز والأعلى ضمن هذا النطاق.
- واختراقها يتطلب محفزات قوية مشابهة لما رأيناه بعد الاتفاق الصيني-الأمريكي.
الخلاصة الفنية لمؤشر ناسداك 100
ما زال المؤشر يتحرك في نطاق إيجابي مشروط باستمرار الاستقرار الاقتصادي، مع ضرورة مراقبة نطاق الدعم بين 20,900 وحتى 20,500 نقطة كمنطقة فاصلة لأي سيناريو مستقبلي.