– كما هو المعتاد ترى كثيراً يتحدثون عن أهمية المعلومات التي تؤهلك لأن تصبح مستثمرًا ناجحًا في سوق العملات الأجنبية أو سوق البورصة بشكل عام.
وعلى الرغم من كثرة الحديث عن هذا الموضوع فهذا لا يقلل منه في شيء، فلكي تصبح محترفًا في أي عمل، يجب أن تكون لديك معلومات كافيه عنه، وهو ما يؤهلك لأن تجني الخبرة التي تحتاجها لكي تصبح مضاربًا ناجحًا ومحترفًا.
والخبرة دون معلومات ستأخذ منك وقتًا أطول بكثير من أن يكون لديك المعلومات القوية، والتي تبنى على أساسها الخبرة. في هذه اللحظة ستجد نفسك تتطور يومًا بعد يوم، وتسير بشكل جيد وسريع نحو النجاح وتحقيق الأرباح التي تريدها من السوق.
وعلى الرغم من اللغط الدائر حول عدم إمكانية العيش من التداول في البورصة، وأنها فقط استثمارًا ثانويًا لا يمكن الاعتماد عليه، فدعني أخبرك أن هناك ملايين يقتاتون من العمل في البورصة، بل وصنع ثروات من البورصة، ولكننا نتحدث عن فقط هؤولاء الذين يحققون مكاسب معتدلة ومستمرة، ويعيشون بالاعتماد على التداول. نعم! هم موجودون، ولكن ربما أنت لا تعلم عنهم شيئًا.
المضارب كلاعب الكرة، أو كعازف أحد الآلات الموسيقية، فلكي تصبح كأحدهم، يجب أن تعمل بشكل جيد نحو الوصول لهدفك، ويجب أن تبذل المجهود لكي تصبح لاعبًا محترفًا أو عازفًا محترفًا. وعندما تصبح مضاربًا محترفًا، عندها فقط ستعرف كيف تجني المال بشكل مستمر، وتصبح مما يعتمدون على التداول ليكون مصدر الدخل الأول لهم.
ولكن هذا مستحيل إن لم تكن على دراية بكيفية عمل هذا السوق بشكل علمي، ويجب أن تعرف ما هو السوق من الأساس، ومن يعمل فيه، ومن ينجح ومن يخسر فيه؟ لذلك القاعدة الأهم بالنسبة لأي إنسان ناجح في هذا المجال هي المعرفة!
المعرفة هي الأهم على الإطلاق
المعلومات، ثم المعلومات. يجب أن تتعلم جيداً، وإن كنت تريد المقارنة بين البورصة والمجالات الأخرى، فدعني أوضح لك شيئًا مهمًا.
لكي تصبح طبيبًا يجب أن تدرس ما يزيد عن الخمس سنوات؟ فماذا لو كنت تريد أن تصبح طبيباَ فقط بقراءة كتاب عن الطب؟
هذا تمامًا ما تفعله عندما تريد أن تكون مضاربًا ناجحًا. وعندما تجد أنك فشلت، تقوم بإلقاء اللوم على التداول ذاته، بدلاً عن لوم نفسك أنت، بأنك قد قصرت في التعلم بشكل صحيح. كذلك الحال عند مقارنة الطبيب الذي درس أكثر من خمس سنوات فقط لكي يصبح طبيبًا بمرتب بسيط، ومن يريد أن يجني ثروة دون دراسة المجال ولو سنة واحدة! ولذلك تجد من يرون أنه لا يمكن الاعتماد على التداول في العيش كمصدر دخل ثابت ووحيد، ولكني أخبرك أنهم على خطأ.
هناك من درسوا المجال لعدد من السنين واحترموا البورصة، ولذلك يصنعون منها حياة كريمة جداً، فقط لأنهم أدركوا أن الحقيقة أن القصور في ذاتهم، وليس في البورصة.
عندما تريد أن تصبح محترفًا في البورصة، فهذا يعني أنك ستجني أكثر من الطبيب بكثير، وهذا يعني من منطلق العدل أنه يجب أن تدرس أكثر من الطبيب، فإذا كان يدرس الطبيب أكثر من خمس سنوات، فمن المنطق أن تدرس أنت أكثر منه، لأنك بالفعل ستجني ما لا يمكن للطبيب أو لأي شخص آخر غير المضارب الناجح أن يجنيه.
وكلاعب الكرة، ستجد نفسك دائماً في تحدي مهما بلغت من مهارة واحترافية، وستجد نفسك دائمًا في حاجة إلى التطور، مهما كنت مضاربًا ناجحًا ومحترفًا وتحقق أرباحًا كبيرة، ستجد نفسك دائماً في حاجة إلى التطور، وإلى مزيد من الأرباح. ولكن في هذه اللحظة ستكون مستمتعًا جداً بما تفعله، والراحة النفسية التي تسببها الأرباح دائماً ما تجعلك تنسى التعب والإجهاد الناتج عن الاستمرار في جني المعلومات.