قفز خام برنت خلال الأسابيع الماضية إلى قرب الـ 70$ للبرميل وارتفع الخام الأمريكي ليبلغ مستويات الـ 63$
هذه الارتفاعات بنيت على قناعة صناديق الاستثمار بأن الأسعار سترتفع مستقبلاً لعدة أسباب هامة
البيانات التي صدرت مؤخراً تشير إلى أن المخزونات العالمية من النفط تتراجع ويتبين ذلك أيضاً بالنظر إلى مخزونات أميركا
هذه المخزونات تراجعت لـ 8 أسابيع متتالية وشهدت كل قراءاتها الأسبوعية تراجعات منذ ابريل عام 2017 باستثناء 8 أسابيع فقط وفق الرسم أعلاه
وبالنظر إلى عدد منصات الحفر الأمريكية فنرى أنها استقرت بشكل عام ولم ترتفع بنفس الوتيرة إذا ما قارنا النصف الثاني من عام 2017 الذي استقرت به مقارنة بالنصف الأول حيث ارتفع العدد من منتصف 2016 إلى منتصف 2017 من ما يقارب 300 منصة إلى 750 منصة ثم استقر بعدها حوالي هذا المستوى
هذا يعني أن الأسعار يجب أن ترتفع أكثر حتى تعود المنصات للعمل وبالتالي ترفع الإنتاج أكثر
الإنتاج الأمريكي متوقع ارتفاعه إلى 10.06 مليون برميل يومياً بسبب ارتفاع المنصات العاملة ولكن في الوقت الحالي فإن المخزونات تتراجع وبالتالي ذلك دعم الأسعار لبلوغ هذه المستويات
المخزونات التجارية الأمريكية من النفط الخام تراجعت من مستويات قرب الـ 530 مليون برميل إلى قرب الـ 430 مليون برميل وذلك في عام 2017 فقط
قرار أوبك بتمديد اتفاق خفض الإنتاج ساهم بتحقيق توازن بين توقعات نمو المعروض والطلب العالميين وبالتالي الضغط على المخزونات وخفضها مما ساعد أسعار النفط للارتفاع
أيضا تراجع مؤشر الدولار الأمريكي في عام 2017 ساعد اسعار النفط للارتفاع
الارتفاع بالدرجة الأولى مبني على قوة الشراء في صناديق الاستثمار بالنفط وتوقعاتهم الإيجابية تجاه سوق النفط بسبب تراجع المخزونات
ولكن قد يكون مستوى الـ 70$ حاجز نفسي للمدى القصير يصعب الارتفاع فوقه كثيراً قبل أن يتأكد السوق من أن المخزونات تستمر بالتراجع بالرغم من الارتفاع المتوقع في عدد المنصات العاملة
أي تراجع هام في الأسعار قد يكون فرصة جديدة للاستثمار بالنفط مجدداً وفق هذه النظرة الإيجابية لصناديق الاستثمار به.
نورس حافظ
كبير استراتيجي الأسواق