كنا قد تحدثنا في الجزء الأول عن أن هناك العديد من العوامل التي يمكن أن تؤثر في أسعار الأسهم العالمية، سواء بالصعود أو الهبوط. وتلك العوامل يجب أن ينتبه لها أي متداول حديث أو قديم حين اتخاذ قرار شراء أسهم شركة أو مؤسسة معينة. وفي هذا الجزء سنتحدث عن العوامل الاقتصادية التي يمكن أن تؤثر في سعر سهم شركة معينة، وهي تعتبر عوامل خارجية، أي ليس للمؤسسة أو الشركة يد بها، أو لا يمكن التحكم فيها، ولكنها تؤثر بصورة كبيرة على أسعار الأسهم.
أسعار الفائدة:
أسعار الفائدة التي تضعها البنوك المركزية للدول يمكن أن تؤثر بصورة كبيرة في حركة الأسهم، فعلى سبيل المثال يمكن لبنك كندا رفع أو خفض أسعار الفائدة لتحقيق الاستقرار أو تحفيز الاقتصاد الكندي. وهذا هو المعروف باسم السياسة النقدية.
ويؤثر هذا التغيير بشكل مباشر على حركة الأسهم، فإذا ما اقترضت شركة ما المال لتوسيع وتحسين أعمالها، فإن أسعار الفائدة الأعلى ستؤثر على تكلفة ديونها، وهذا يمكن أن يقلل من أرباح الشركة، وسيؤثر على الأرباح التي ستدفعها للمساهمين، ونتيجة لذلك، فإن حصتها قد تنخفض .
وفي الأوقات التي ترتفع فيها أسعار الفائدة يميل المستثمريين إلى وضع أموالهم في البنوك للحصول على فائدة مرتفعة أكثر من الاستثمار في الأسهم.
النظرة الاقتصادية:
النظرة الاقتصادية العامة لدولة معينة يمكن أن تؤثر بصورة كبيرة في سوق الأسهم الخاص بالدولة، فإذا كانت التوقعات تشير إلى أن الاقتصاد سوف يتوسع، فقد ترتفع أسعار الأسهم و قد يشتري المستثمرون المزيد من الأسهم معتقدين أنهم سيشهدون أرباحًا مستقبلية وارتفاعًا في أسعار الأسهم.
أما إذا كانت التوقعات الاقتصادية غير مؤكدة، فقد يخفف المستثمرون من عمليات الشراء أو البدء في البيع.
التضخم:
التضخم يعني بشكل بسيط ارتفاع أسعار الخدمات والسلع التي يستهلكها الأشخاص، وهذا يؤدي إلى إبطاء المبيعات وتقليل الأرباح.
كما أن ارتفاع الأسعار يؤدي في الغالب إلى ارتفاع أسعار الفائدة. على سبيل المثال، قد يرفع البنك المركزي للدولة أسعار الفائدة لإبطاء التضخم.
وتميل هذه التغييرات إلى خفض أسعار الأسهم. وعلى الجانب الآخر تميل أسعار سوق السلع إلى الارتفاع في حالة زيادة التضخم.
الانكماش:
مع حدوث الانكماش تميل الأسعار إلى الانخفاض، وهو ما يؤدي إلى انخفاض الأرباح للشركات وانخفاض النشاط الاقتصادي.
وقد تنخفض أسعار الأسهم يبدأ المستثمرون في بيع أسهمهم والانتقال إلى استثمارات ذات دخل ثابت مثل السندات.
قد يتم تخفيض أسعار الفائدة لتشجيع الناس على الاقتراض أكثر. الهدف هو زيادة الإنفاق والنشاط الاقتصادي. كانت فترة الكساد العظيم (1929-1939) واحدة من أسوأ فترات الانكماش.
الصدمات الاقتصادية والسياسية:
التغيرات في جميع أنحاء العالم يمكن أن تؤثر على كل من الاقتصاد وأسعار الأسهم. على سبيل المثال، يمكن أن يؤدي ارتفاع تكاليف الطاقة إلى انخفاض المبيعات وانخفاض الأرباح وانخفاض أسعار الأسهم. يمكن أن يؤدي عمل الإرهاب أيضًا إلى تراجع النشاط الاقتصادي وانخفاض أسعار الأسهم.
التغيرات في السياسة الاقتصادية:
إذا جاءت حكومة جديدة إلى السلطة فربما تقرر وضع سياسات جديدة. في بعض الأحيان يمكن أن ينظر إلى هذه التغييرات على أنها جيدة أو لها تأثيرًا إيجابيًا على عالم الأعمال، وأحيانًا لا تكون كذلك.
وقد تؤدي تلك التغييرات إلى ازدياد وتضخم في أسعار الفائدة، وهذا بدوره قد يؤثر على أسعار الأسهم.