كل مضاربي سوق العملات الان يعرفون جيداً صعوبة التداول على العملات امام بعضها البعض وفي هذا المقال سنضع لكم خريطة التداول على العملات بشكل عام وسط حرب العملات الجارية في الوقت الحالي وارتفاع مستويات التضخم في كثير من دول العالم بسبب عمليات طبع النقود التي جرت بعد ظهور فيروس كورونا والتي كانت تهدف الى انقاذ الاقتصاد العالمي وبالطبع كانت الولايات المتحدة الامريكية الاكثر من حيث كمية النقود المطبوعة وهو الامر الذي جعل كثير من الخبراء يرون أن الولايات المتحدة الامريكية ربما قررت التضحية بالعملة المحلية لتنقذ الاقتصاد الامريكي.
حرب العملات:
معنى مصطلح حرب العملات هو التغيير المستمر والعشوائي في اسعار صرف العملات نتيجة الى تدخل البنوك المركزية اما بتغير معدلات الفائدة صعوداً أو هبوطاً في وقت واحد، وهو ما حدث خلال العام الماضي حيث قررت جميع دول العالم تقريباً خفض معدلات الفوائد البنكية لانقاذ الاقتصاد، وهو ما جعل تحركات العملات أكثر جنوناً في العام الماضي ومازال تأثير تلك القرارات موجود حالياً في أسواق العملات الاجنبية، ولتدرك كيف تتعامل مع العملات حالياً يجب أن تعرف معايير انخفاض العملات امام بعضها حالياً.
معدلات الفائدة وطبع الاموال:
من الممكن البيع والشراء بناءاً على الدول ذات معدلات الفائدة الاقل، أو بيع العملة التي تم طبع أكبر الكميات منها كالدولار الامريكي ولكن هذا ليس المعيار الوحيد فقد تم خفض معدلات الفائدة في كل دول العالم تقريباً وهو ما يجعل من معيار معدلات الفائدة كأداة لشراء أو بيع العملة فيه الكثير من المخاطرة الى جانب عدم الاستفادة منه بأي حال من الاحوال على المدى القصير وهو ما يدفعنا الى التفكير في معيار أخر وهو مستوى التضخم.
مستويات التضخم وعملية سرف الاموال:
هذا المعيار ربما يكون نظرياً جيد الى حد ما فعند مقارنتة معدلات التضخم في دولة ما باخرى قد تعرف أي العملتين ستكون الاقوى، ولكن هذا مرتبط ارتباط قوي بكمية الاموال التي تم انفاقها وليس فقط التي تم طبعها، فكلما كانت عمليات انفاق النقود أسرع كلما زاد التضخم والعكس، اذا الاهم هو مستوى التضخم الناتج عن الانفاق وليس كميات طبع الاموال وان كانت الاخيرة تعني زيادة التضخم الا في حالة وحيدة هو زيادة الخوف لدى الجمهور مما قد يؤدي في بعض الحالات امساك النقود وعدم التصرف فيها مما قد يزيد من الانكماش رغم طبع الاموال، لذلك دائماً ما يكون هناك دور قوي للنظام المصرفي في اوقات الازمات حيث يقوم دائماً بأغراء المتعاملين للحصول على سلع وخدمات من الطبيعي عدم شرائها في مثل هذه الاوقات.
من الناحية الفنية ترى أن تحركات العملات امام بعضها فيها شىء من العشوائية ولكن على المدى المتوسط والبعيد ستجد أن الدولار الامريكي هو الخاسر الاكبر خاصة امام عملات الدول الناشئة كعملة المكسيك والدولار النيوزيلندي والاسترالي واليورو بكل تأكيد ولكن اليورو أيضاً ضعيف أمام عملات الدول الناشئة كالدولار النيوزيلندي والاسترالي، الجنية الاسترليني حالياً قوي جداً امام الدولار الامريكي وقد يستمر هذا الضعف للدولار الامريكي امام كثير من العملات خلال العام الجاري والقادم أيضاً، اذا يجب التركيز على بيع عملات كالدولار الامريكي واليورو امام الدولار النيوزيلندي والكندي والاسترالي في الوقت الحالي، اما في حالة التداول على العملات الرئيسية امام بعضها البعض يجب التركيز على شراء اليورو والجنية الاسترليني امام الدولار الامريكي والين الياباني.