يعد اقتصاد إسبانيا من بين أكبر الاقتصادات في العالم، حيث يبلغ ناتجها المحلي الإجمالي 1.36 تريليون دولار.
كما تحتل الدولة المرتبة 14 في أكبر الاقتصادات في أوروبا، ويتفوق عليها في إجمالي الناتج المحلي فقط فرنسا وإيطاليا وألمانيا والمملكة المتحدة.
هذا على الرغم من تضررها من الأزمة المالية 2007-2008 والركود العقاري في 2000، ولكن قد شهد الاقتصاد نمواً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، حيث ارتفع بنسبة 3٪ في عام 2016.
ومع ذلك، فإن البلاد مثقلة بالديون، حيث يعادل الدين العام 99% من الناتج المحلي الإجمالي لإسبانيا.
في عام 2013، بلغ إجمالي الدين الخارجي للبلاد 1.3 تريليون دولار. ويعتبر اليورو العملة الرسمية المستخدمة في الدولة.
وقد استثمرت البلاد بكثافة في البنية التحتية لتسهيل نمو الصناعات في البلاد.
كما تعد إسبانيا موطناً لأكبر خمس مطارات في أوروبا. وتعد فالنسيا هي أيضاً أكثر المطارات ازدحاماً في البحر الأبيض المتوسط.
وتمتلك البلاد أطول شبكة سكك حديدية فائقة السرعة في أوروبا، و الصناعات الرئيسية التي تدفع اقتصاد إسبانيا هي صناعات السياحة والصناعة التحويلية والزراعة والطاقة.
وفيما يلي أهم الصناعات التي تشكل اقتصاد إسبانيا.
قطاع السياحة
تعتبر صناعة السياحة محركاً اقتصادياً مهماً في البلاد، حيث تمثل حوالي 11٪ من إجمالي الناتج المحلي للبلاد. وتعتبر إسبانيا هي ثالث أكثر الوجهات السياحية شعبية في العالم، كما تستقبل إسبانيا أكثر من 75 مليون سائح كل عام، والذين يأتون لزيارة مجموعة واسعة من المعالم السياحية.
ومن أهم أسباب تفوق إسبانيا في صناعة السياحة العالمية وجود مقر منظمة السياحة العالمية بها. ويشكل السياح من فرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا وإيطاليا الجزء الأكبر من السياح الدوليين لإسبانيا. ولدى البلاد 12 متنزهاً وطنياً عاماً، يتواجد معظمهم في البر الرئيسي للبلاد.
ويتم تسويق إسبانيا كوجهة مثالية لقضاء العطلة الصيفية في أوروبا، ولها العديد من عوامل الجذب لهذا الغرض. تُعد جزيرة Tenerife هي أشهر المواقع السياحية في إسبانيا، حيث أنها موطن لمتنزه Teide الوطني الشهير، وهي أشهر حديقة وطنية في البلاد. يتميز ساحل البحر المتوسط بشواطئ رائعة تجذب السياح في الصيف بملايينهم.
لا تشتهر إسبانيا بجمالها الطبيعي فحسب، بل أيضاً بمواقعها التاريخية. البلد موطن لثالث أهم مدينة في الكاثوليكية، سانتياغو دي كومبوستيلا، التي تجذب الحجاج الكاثوليك من جميع أنحاء العالم.
قطاع التصنيع
تمثل الأدوية والسيارات سلع التصدير الرئيسية في إسبانيا. كما تقدر قيمة سوق الأدوية في إسبانيا بنحو 25 مليار دولار.
ويعتبر قطاع السيارات من بين العوامل الاقتصادية الرئيسية في إسبانيا. حيث يتم إنتاج حوالي 3 ملايين سيارة سنوياً، وتعد البلاد ثاني أكبرمصنع للسيارات في أوروبا وثامن أكبر مصنع للسيارات في العالم. وتعد 80٪ من السيارات المصنعة في إسبانيا هي مخصصة للتصدير. كما يمثل القطاع حوالي 19٪ من الصادرات السنوية لإسبانيا وحوالي 9٪ من الناتج المحلي الإجمالي.
وتضم إسبانيا 13 مؤسسة لتصنيع السيارات، حيث يعتبر PSA و SEAT أكبر منتجي السيارات في البلاد. وهناك العديد من عمالقة صناعة السيارات العالمية لديهم مصانع في إسبانيا، وتشمل هذه الشركات دايملر إيه جي وفورد وجنرال موتورز ورينو ونيسان.
قطاع الزراعة
الإنتاج الزراعي في البلاد محدود بسبب التربة الفقيرة، مع اعتبار 10 ٪ فقط من مساحة الأراضي في إسبانيا صالحة للزراعة. كما تعوق تضاريس البلد تنفيذ التقنيات الجديدة في الزراعة. ومع ذلك، لا تزال إسبانيا تحتل ثاني أكبر مساحة في أوروبا مخصصة للأغراض الزراعية، وتعد فرنسا هي البلد الأوروبية الوحيدة التى تتجاوز إسبانيا فى مساحة الأراضي القابلة للزراعة، وتعد غالبية الأراضي الزراعية تستخدم كمراعي. ولا تمثل الأراضي المزروعة بالري في إسبانيا سوى 17٪ من الأراضي الزراعية في البلاد، ولكنها تنتج ما يصل إلى 50٪ من صادرات إسبانيا الزراعية.
المنتجات البستانية هي أهم سلع الصادرات الزراعية في إسبانيا، وتشمل الخضراوات والحمضيات. كما تنتج البلاد أعلى كمية من الزيتون في العالم وهي أكبر منتج للحمضيات في أوروبا الغربية. وعلى الرغم من امتلاك البلاد أكبر مساحة من مزارع الكروم في العالم، وكونها مصدر النبيذ رقم واحد في العالم، إلا أن النبيذ المنتج في إسبانيا لا يبرز، وغالبًا ما يتم تغطيته في فرنسا وإيطاليا المجاورتين حيث يتم بيعه.
تشمل المنتجات الحيوانية الأساسية في إسبانيا لحم الخنزير ولحم البقر والحليب والدواجن.
قطاع الطاقة والكهرباء
هناك صناعة حرجة أخرى في البلاد وهي صناعة الطاقة في البلاد.
حيث تعتمد البلاد بشكل كبير على الوقود الأحفوري في استهلاكها للطاقة. من الطاقة المستهلكة في إسبانيا، يتم الحصول على 42٪ من النفط، و 19.8٪ من الغاز الطبيعي، و 11٪ من الفحم، حيث أن البلاد لديها عدد قليل من الاحتياطيات النفطية المؤكدة في حين أن فحمها ذو نوعية رديئة.
حقل النفط الرئيسي في البلاد هو حقل نفط Ayoluengo، الذي يقدر بحوالي 104 مليون برميل من احتياطيات النفط المؤكدة. غالبًا ما يُشار إلى افتقار البلاد إلى موارد الطاقة على أنه العائق الرئيسي للنمو الاقتصادي في إسبانيا. إجمالي الطاقة المنتجة سنويًا أكثر من 276.8 تيراواط/ساعة، ويتم استهلاك معظمها محليًا. يتم تصدير 3 ٪ فقط من الكهرباء المنتجة.
وتعتبر المصادر المتجددة، مثل الطاقة النووية والطاقة المائية والطاقة الحرارية الأرضية وطاقة الرياح والطاقة الشمسية، مهمة في توليد الكهرباء، نتيجة لاستثماراتها الضخمة في هذا القطاع. إن استثمار البلاد في توليد الطاقة الشمسية ضخم للغاية، حيث تمتلك البلاد أكبر صناعة شمسية في العالم.
كما حققت إسبانيا التاريخ لكونها الدولة الرائدة التي تمتلك طاقة الرياح كمصدر للطاقة الرئيسي لمدة عام كامل في عام 2013. وتعتبر شركة إيبيردرولا الإسبانية، أكبر شركة منتجة للطاقة المتجددة في العالم.
قطاع الصادرات والواردات
تعد فرنسا وألمانيا وإيطاليا هي الأسواق الرئيسية للصادرات الإسبانية حيث تمثل حوالي 16٪ و 11٪ و 7٪ من إجمالي صادرات البلاد على التوالي.
سلع التصدير الرئيسية من إسبانيا هي المستحضرات الصيدلانية والسلع الزراعية مثل النبيذ والحمضيات والسيارات.
تعتبر السلع الاستهلاكية والوقود الأحفوري والآلات والكيماويات من أهم السلع المستوردة في إسبانيا، والتي يتم الحصول على معظمها من ألمانيا وفرنسا والصين.