الكلمات قوة، وبعض الكلمات يقام على أساسها حروب، وبعض الكلمات تحولك من إنسان تعيس إلى شخص في منتهى السعادة! فقط بعض الكلمات الصغيرة يمكن أن تغير عالمك بالكامل، وقليلون من يعرف قيمة الكلمة، ولهذا لا يتفوه بها إلا في موضعها الصحيح، وفقط الأشخاص الأذكياء هم من يعرفون أن بعض الكلمات من الأفضل عدم قولها، وخاصة في بيئة العمل، حتى لا تفسر بطريقة خاطئة. فهناك شيئان لا يمكن استرجاعهم أبدًا، وهم الوقت والكلمات بعد نطقها، ولهذا انتبه لما يتفوه به فمك، وتأكد من مروره على عقلك أكثر من مرة. وهذه أهم تلك الكلمات التي لا يتفوه بها الأشخاص الأذكياء
هذا الأمر”ليس عادلاً”
يعلم الجميع أن الحياة ليست عادلة، والقول بأن الأمر غير عادل يشير إلى أنك تعتقد أن الحياة من المفترض أن تكون عادلة، مما يجعلك تبدو غير ناضج وساذج كالأطفال الصغار. وإذا كنت لا تريد أن تجعل نفسك تبدو كالأطفال، فأنت بحاجة إلى التمسك بالحقائق، والتفكير المنطقي لحل الأمر الذي تعتقد أن به ظلم لك. وعلى سبيل المثال، إذا واجهتك مشكلة في العمل بخصوص شيء معين، فبدل من قول الأمر ليس عادلاً، فيمكن أن تقول: “لقد لاحظت أنك قمت بتعيين هذا المشروع الكبير الذي كنت أتمناه لزميل آخر، فهل لديك مانع أن تذكر لي سبب هذا القرار؟ أود أن أعرف سبب اعتقادك بأنني لم أكن مناسبًا، حتى يمكنني العمل على تحسين مهاراتي”.
“هذه هي الطريقة التي يتم إنجاز العمل بها دائمًا”
تحدث العديد من التغييرات التكنولوجية بسرعة كبيرة لدرجة أن ما كنت تقوم به بطريقة معينة من 6 أشهر فقط من الممكن أن يصبح قديمًا اليوم، ورفضك للتعلم والتقدم وفهم تكنولوجيات حديثة وقولك لكلمة (هذه هي الطريقة التي يتم بها دائمًا العمل) يجعلك تبدو كسولًا ومقاومًا للتغيير. وقد يجعل رئيسك يتساءل لماذا لم تحاول تحسين الأشياء بنفسك، إذا كنت تفعل الأشياء بالطريقة نفسها دائمًا، فهناك بالتأكيد طريقة أفضل..
“ليس هناك أية مشكلة”
عندما يطلب منك شخص القيام بشيء ما أو يشكرك على قيامك بشيء ما، وأنت ترد عليه بكلمة ليس هناك أية مشكلة، فإنك تشير إلى أن طلبه كان يجب أن يكون مشكلة. هذا يجعل الناس يشعرون وكأنهم فرضوا عليك.
بدلاً من ذلك، أظهر للناس أنك سعيد للقيام بعملك. قل شيئًا مثل “كان من دواعي سروري” أو “سأكون سعيدًا لرعايته”. إنه اختلاف بسيط في اللغة، ولكن تأثيره كبير على الأشخاص.
“سأقوم بطرح سؤالاً غبيًا”
هذه العبارة سلبية بشكل مفرط، حيث تقوم على الفور بتقليل مصداقيتك. حتى لو اتبعت هذه العبارة بسؤال منطقي، فإنها تشير إلى أنك تفتقر إلى الثقة في النفس، وهذا يجعل الأشخاص الذين تتحدث معهم يفقدون الثقة فيك.
لا تكن أنت أسوأ منتقديك، وإذا لم تكن أنت واثقًا بما تقوله، فلن تجد أي شخص آخر كذلك
“الأمر لن يستغرق سوى دقيقة واحدة”
إن قولك بأن أمر ما لن يستغرق إلا دقيقة يقلل من قيمة مهاراتك ويعطي الانطباع بأنك تتعجل في المهام. وما لم تكن تريد إكمال المهمة في 60 ثانية حرفيًا، فلا تتردد في قول أنها لن تستغرق وقتًا طويلا ً بدلاً من تحديد دقيقة واحدة. ولكن لا تجعل الأمر يبدو كما لو أن المهمة يمكن إكمالها في وقت أقرب مما يمكن الانتهاء منه فعليًا
“هذا ليس من مهام وظيفتي”
هذه العبارة الساخرة غالبًا ما تجعلك تبدو كما لو كنت على استعداد فقط للقيام بالحد الأدنى المطلوب للحصول على راتبك الشهري، وهذا أمر سيء، فهو يعطى انطباعًا لرؤسائك بعدم الانتماء. فالأفضل إذا طلب منك رئيسك أن تفعل شيئًا تشعر أنه غير مناسب أن تُكمل المهمة بشغف وأن تقوم في وقت لاحق بجدولة محادثة مع رئيسك في العمل لمناقشة دورك في الشركة بالتحديد، وما إذا كان وصف وظيفتك يحتاج إلى تحديث أم لا
هذا الأمر “ليس خطئي”
من أسوأ الكلمات التي يمكن أن تتفوه بها هي أن هذا الأمر ليس خطأك، فلا تبدأ أبدًا بإلقاء اللوم. كن مسؤولاً إذا كان لديك أي دور – مهما كان صغيرًا – في كل ما هو خطأ. وإذا لم يكن الأمر كذلك، فقدم شرحًا موضوعيًا وغير متحيز لما حدث. التزم بالحقائق، ودع رئيسك وزملائك يستخلصون استنتاجاتهم الخاصة حول من يقع عليه اللوم.
إن اللحظة التي تبدأ فيها في توجيه أصابع الاتهام لغيرك هي اللحظة التي يبدأ فيها الناس في رؤيتك كشخص يفتقد إلى المساءلة عن أفعاله. وسوف يتجنب البعض العمل معك تمامًا