79
نيويورك (رويترز) – انخفضت أسعار النفط يوم الأربعاء إلى أدنى مستوى لها منذ خمسة أشهر، بسبب تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وتوقع الوكالة الدولية للطاقة (IEA) بوجود فائض في المعروض النفطي بحلول عام 2026.
تراجع خام برنت بمقدار 48 سنتًا (0.8%) ليغلق عند 61.91 دولارًا للبرميل، بينما انخفض خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي (WTI) بمقدار 43 سنتًا (0.7%) ليستقر عند 58.27 دولارًا للبرميل — وهي أدنى تسوية لهما منذ 7 مايو، ولليوم الثاني على التوالي.
وقالت بنك أوف أمريكا إن أسعار خام برنت قد تنخفض إلى ما دون 50 دولارًا للبرميل إذا زادت حدة التوتر التجاري بين واشنطن وبكين، خاصة مع ارتفاع إنتاج أوبك+.
الولايات المتحدة والصين — أكبر مستهلكين للنفط في العالم — جدّدتا حربهما التجارية خلال الأسبوع الماضي، إذ فرض كل طرف رسوماً إضافية على السفن التي تنقل البضائع بينهما، ما قد يعرقل حركة الشحن العالمية.
الأسبوع الماضي، أعلنت الصين أنها ستفرض قيوداً جديدة على تصدير المعادن النادرة، بينما هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على السلع الصينية، وتشديد القيود على صادرات البرمجيات بدءاً من 1 نوفمبر.
وقال وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت يوم الأربعاء إن واشنطن لا تسعى لتصعيد النزاع التجاري، مشيرًا إلى أن ترامب مستعد للقاء الرئيس الصيني شي جين بينغ في كوريا الجنوبية في وقت لاحق من هذا الشهر.
وفي الصين، استمر الضغط الانكماشي، حيث انخفضت أسعار المستهلكين والمنتجين في سبتمبر، مع استمرار ركود سوق العقارات والتوترات التجارية التي تؤثر سلبًا على الاقتصاد.
وقال عضو مجلس الاحتياطي الفيدرالي ستيفن ميران إن تجدد التوتر التجاري بين الولايات المتحدة والصين يمثل مخاطرة سلبية حقيقية على الاقتصاد الأمريكي، مما يجعل من الضروري أن يقوم الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة لدعم النمو والطلب على النفط.
وبحسب بيانات بنك الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو، فإن مبيعات التجزئة الأمريكية (باستثناء السيارات وقطع الغيار) ارتفعت في سبتمبر، لكن جزءًا من الزيادة قد يكون ناتجًا عن ارتفاع الأسعار.
أما الوكالة الدولية للطاقة (IEA)، فقالت يوم الثلاثاء إن سوق النفط العالمية قد تواجه فائضًا في المعروض يصل إلى 4 ملايين برميل يوميًا العام المقبل، وهو رقم أعلى من توقعاتها السابقة، مع زيادة إنتاج أوبك+ وضعف الطلب العالمي.
تشمل مجموعة أوبك+ منظمة الدول المصدّرة للنفط (أوبك) وحلفاءها مثل روسيا وأذربيجان.
وفي بريطانيا، أعلنت الحكومة يوم الأربعاء عقوبات جديدة على شركتي النفط الروسيتين الأكبر، “لوك أويل” و”روسنفت”، بالإضافة إلى 51 ناقلة ضمن “أسطول الظل” الروسي، في محاولة لتشديد العقوبات على موسكو وتقليص عائداتها النفطية.
تجدر الإشارة إلى أن روسيا كانت ثاني أكبر منتج للنفط الخام في العالم بعد الولايات المتحدة في عام 2024، وفرض مزيد من العقوبات عليها قد يؤدي إلى خفض الإمدادات النفطية في الأسواق العالمية.
أما في أذربيجان، فقد انخفض إنتاج النفط بنسبة 4.2% إلى 20.7 مليون طن متري خلال الفترة من يناير إلى سبتمبر، مقارنة بـ 21.6 مليون طن في نفس الفترة من العام الماضي، وفقًا لوزارة الطاقة الأذرية.
مخزونات النفط الأمريكية
من المنتظر أن تعلن كل من معهد البترول الأمريكي (API) وإدارة معلومات الطاقة الأمريكية (EIA) عن بيانات المخزون الأسبوعية يومي الأربعاء والخميس، أي بعد يوم من الموعد المعتاد بسبب عطلة يوم كولومبوس يوم الإثنين. يتوقع المحللون أن ترتفع مخزونات النفط الأمريكية بنحو 300 ألف برميل الأسبوع الماضي.
وإذا صحّت التوقعات، فستكون هذه المرة الأولى منذ أبريل التي ترتفع فيها المخزونات للأسبوع الثالث على التوالي، مقارنة بانخفاض 2.2 مليون برميل خلال نفس الأسبوع من العام الماضي، ومتوسط زيادة 1.1 مليون برميل خلال السنوات الخمس الماضية (2020–2024).
وإذا صحّت التوقعات، فستكون هذه المرة الأولى منذ أبريل التي ترتفع فيها المخزونات للأسبوع الثالث على التوالي، مقارنة بانخفاض 2.2 مليون برميل خلال نفس الأسبوع من العام الماضي، ومتوسط زيادة 1.1 مليون برميل خلال السنوات الخمس الماضية (2020–2024).