شهدنا اليوم صدور بيانات أسعار المستهلكين الأمريكيين لشهر يوليو، حيث جاء النمو الاساسي الشهري بمعدل متواضع بلغ 0.2%.
إلا أن القراءة السنوية الأساسية، التي تستثني أسعار الغذاء والطاقة وتعتبر الأكثر أهمية بالنسبة للاحتياطي الفيدرالي في تقييم التضخم، ما تزال مرتفعة عند 3.2%.
ورغم التراجع الطفيف من 3.3%، فإن استمرار هذه القراءة بعيدة عن هدف الفيدرالي البالغ 2% يزيد من الضغط على الاحتياطي الفيدرالي لتثبيت أسعار الفائدة وعدم خفضها في اجتماع سبتمبر، إلا إذا أظهرت قراءة شهر أغسطس انخفاضاً ملموساً، والتي من المتوقع صدورها قبل اجتماع الفيدرالي في منتصف الشهر المقبل.
- تقلبات سريعة في توقعات الأسواق لوتيرة خفض الفائدة:
هذا التباين في البيانات زاد من حيرة الأسواق، خاصة فيما يتعلق بقرار الفيدرالي حول خفض الفائدة.
وفي توقعات السوق لمستويات الفائدة فنتذكر قبل اسبوعين أن السوق كان يتوقع خفض الفائدة بنصف نقطة مئوية باحتمالية 85%
وتراجعت هذه الاحتمالية بسرعة وحتى الأمس، كانت الأسواق تتوقع ذلك باحتمالية بنحو 55%.
لكن بيانات التضخم التي صدرت اليوم وأظهرت استمراراً في التضخم عند مستويات مرتفعة، أدت إلى تقليل هذه الاحتمالية إلى 45%، لصالح ارتفاع احتمالات خفض الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية إلى 55%.
هذا التقلب الكبير في هذه الاحتمالات يدل على حيرة السوق بشأن التضخم ووتيرة خفض الفيدرالي للفائدة.
من ناحية أخرى، تفضل الأسواق خفضاً أكبر للفائدة إذا كان أداء سوق العمل والنمو الاقتصادي قويين، حيث يدعم ذلك أعمال الشركات.
ومع ذلك، فإن استمرار التضخم عند هذه المستويات المرتفعة قلل من التفاؤل في الأسواق، وأثار بعض الإحباط.
- تفاعل الأسواق:
تفاعل الأسواق مع هذه البيانات كان محدوداً، حيث شهدنا تراجعاً طفيفاً في مؤشرات الأسهم الأمريكية، وتحركات محدودة لمؤشر الدولار الذي تراجع بشكل طفيف أيضاً.
هذا الأداء الهادئ يعكس حالة من الترقب والحذر في الأسواق، بانتظار المزيد من البيانات لتحديد الاتجاه المستقبلي.
وتراجعت عوائد الخزينة الأمريكية اليوم بمقدار ثلاث نقاط أساس لتصل إلى 3.81% للسندات ذات أجل عشر سنوات.
يبدو أن الأسواق ستظل في حالة ترقب، خاصة مع اقتراب صدور بيانات سوق العمل غداً، بما في ذلك طلبات إعانات البطالة الأسبوعية.
وستظل بيانات التضخم المقبلة ذات أهمية كبيرة، لكن تأثير تقلبات سوق العمل قد يكون أكثر وضوحاً على تحركات الأسواق في الفترة القادمة.