أزمة الأسواق تستمر بالهيمنة على تحركات اليوم

 

ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي اليوم وتراجعت اسهم أوروبا واسيا بشكل لافت بسبب ارتفاع العوائد على السندات الأمريكية وضعف أداء الاقتصادات في الصين وألمانيا ومخاطر حقيقية في إيطاليا مما يعكس حالة الأزمة التي أظهرت استمرار ارتفاع الدولار كنتيجة لها

 

حيث حتى اعداد التقرير ارتفع مؤشر الدولار بمعدل 0.35% عند 96.00 بعدما صدرت بيانات أوروبية تشير لاستمرارية فقدان الثقة وضعف الإنتاجية في القارة العجوز

 

فقد بين مؤشر Sentix لثقة الأعمال تراجعاً من مستوى 12.0 إلى مستوى 11.4 ويبقى هذا المؤشر متراجع من مستوى 34 التي حققها في نوفمبر من العام الماضي مما يعكس استمرار الضعف الذي شهدته الثقة في المنطقة الأوروبية هذا العام وعدم تغير هذه الصورة

 

وفي المانيا فقد سجلت المخرجات الصناعية لشهر أغسطس تراجع بمعدل 0.3% وهو التراجع للشهر الثالث على التوالي

 

هذه البيانات ما تزال تمنع السوق من التفاؤل بشأن احتمالية رفع الفائدة قريباً من قبل البنك المركزي الأوروبي مما يستمر بإضعاف اليورو الذي بلغ اليوم مستوى 1.1458 بتراجع 0.5% وأضعف مؤشرات الأسهم في المنطقة

 

لا شك أيضاً أن ملف الميزانية الحكومية الإيطالية واحتمالات تفاقمها لتخرج استفتاء بشأن البقاء في الاتحاد الأوروبي ومنطقة اليورو لها دور في جوانب الضعف

 

حيث ستؤثر على مناخ الاستثمار في إيطاليا وبالتالي يتوقع إن طال امدها التأثير سلبا على بياناتها الاقتصادية مع استمرار السوق بالتفاعل عبر رفع عوائد سندات إيطاليا وخفض انكشافه على أصولها

 

مؤشرات الأسهم الأوروبية تراجعت اليوم بشكل جماعي حيث فقد مؤشر ستوكس 600 الأوروبي 1.14% من قيمته عند مستوى 372

 

والأشد تراجعاً بالطبع هو مؤشر فوتسي ام أي بي الإيطالي بفقدانه 2.52% عند مستوى 19833.50

 

وفي ضوء هذه التراجعات وبالرغم من أن بنك الشعب الصيني سعى بالأمس لخفض الاحتياطي الالزامي على الشركات بمعدل 100 نقطة أساس إلا أن ذلك لم يساعد مؤشر شنجهاي للاسهم الذي فقد اليوم 3.72% عند مستوى 2716.51

 

أما عوائد السندات السيادية الأمريكية لأجل 10 أعوام فما تزال تحوم حول 3.25% ولأجل عامين عند حوالي 2.90%

 

بالإضافة إلى ذلك فإن ارتفاع أسعار النفط يشكل ضربة لأرباح الشركات غير النفطية حيث تزيد من تكاليف الإنتاج والنقل وبالتالي تضر بربحيتها مما يخفض أسعار أسهمها ويهوي باسهم لشركات التي تعاني مالياً

 

وارتفاع أسعار النفط مؤخراً ما هو إلا دليل على قناعة السوق بأن المنتجين لن يستطيعوا سد النقص في المعروض الإيراني في حال حدوث أمر طارئ يمس انتاجهم

 

وأما الحرب التجارية فهي تمس قطاعات معينة وقد تؤثر على ربحيتها

 

كل هذه التشكيلة تستمر بدفع السوق نحو تأرجح في سوق العملات مدعوم أحيانا برفع الدولار جراء تباطؤ الاقتصادات المقابلة له

 

مما أدى لتراجع الثقة في اعمال الكثير من الشركات وخاصة مع ارتفاع تكلفة الإنتاج بسبب ارتفاعات أسعار النفط

 

وهذا ما يسيطر حاليا على مناخ الأسواق!

 

وقد يستمر ذلك لفترة حيث تبقى عدة جوانب من عدم اليقين موجودة في الأسواق والتي منها قرارات الفيدرالي الأمريكي وانتخابات الكونجرس النصفية وتبعات حظر النفط الإيراني والرسوم التجارية المتراشقة بين الاقتصادات الكبرى والبريكست وأثر تراجعات أسعار أصول الأسواق الناشئة على الاقتصاد العالمي وغيرها!

 

 

نورس حافظ

كبير استراتيجي الأسواق

 

Related posts

حالة من التباين في الأداء نتيجة تأثرها بعدة عوامل اقتصادية وجيوسياسية

 نتائج شركة NVIDIA للربع الأخير

تراجع جديد للأسهم الأمريكية والأوروبية وسط استمرار المخاوف الجيوسياسية