ما تزال البيانات الأوروبية التي تظهر قدراً كبيراً من السلبية تؤثر على أسعار الأصول هناك
ولا شك أن العوامل الضاغطة سلباً التي تركز عليها الأسواق متنوعة بين أثار مصير تمرد الموازنة الإيطالية على قواعد المفوضية الأوروبية ومصير الإسترليني وتأثيراته التي قد تنسكب على بقية قطاعات الأعمال الأوروبية
ولكن الضعف ما يزال يسيطر على البيانات ويؤكد أن أكتوبر لا يحمل معه أي مفاجأة إيجابية لاقتصاد المنطقة
فمؤشرات الزخم الاقتصادي وزخم الصناعة وزخم الخدمات كلها اليوم تراجعت بشكل إضافي لتسجل مستويات هي الأقل منذ منتصف 2017
والأمر لا يقتصر على المنتجين بل يمتد للمستهلكين أيضاً فقد استمر مؤشر ثقة المستهلك في المنطقة عند مستويات هي الأقل من منتصف 2017
مما يدل على أن المنطقة لم تستطع الحفاظ على الأداء المتفوق الذي سجلته في نهاية العام الماضي وبداية هذا العام
هذا وقد سجل نمو الناتج المحلي الإجمالي السنوي حتى الربع الثالث لمنطقة اليورو وفق القراءة التمهيدية تراجعاً في النمو من مستوى 2.1% للربع الثاني إلى 1.7% للربع الثالث
أما التغير على أساس ربع سنوي فقد نما 0.2% بأقل من وتيرة نمو الربع الثاني عند 0.4%
حيث هذه البيانات الضعيفة دفعت مؤشرات الأسهم الأوروبية اليوم للتراجع حيث ما يزال حتى اعداد التقرير مؤشر داكس الألماني على تراجع بحوالي 0.34% عند 11297 ومنذ بداية العام على تراجع 12.54%
وكاك 40 الفرنسي أيضاً على تراجع 0.23% عند 4977 ومنذ بداية العام فقد 6.29%
أما ستوكس 600 فدون تغير يذكر لليوم إلا أنه على تراجع منذ بداية العام بـ 8.59%
وكل هذه التراجعات تتناغم مع الضعف الذي اعترى اقتصاد أوروبا منذ الربع الثاني حتى الآن
أما اليورو فأيضا دون تغير يذكر لليوم ولكنه على تراجع 5.29% عند 1.1363
ويبدو لنا جلياً من كل ذلك أنه يجب أن تحل ملفات إيطاليا والبريكست والحرب التجارية حتى يعود الزخم لاقتصادات أوروبا وتعود المؤشرات للارتفاع بقوة مما قد يدعم حينها اليورو الأسهم الأوروبية نحو تحقيق المكاسب.
نورس حافظ
كبير استراتيجي الأسواق