شهدت مؤشرات الأسهم الأمريكية اليوم مكاسب قوية مدفوعة بتطورات إيجابية على جبهة المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، بالإضافة إلى إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن خطوات جديدة جريئة تهدف إلى خفض أسعار الأدوية في السوق الأمريكي من خلال ربط الأسعار المحلية بمستويات الأسعار في الدول الأخرى.
تحركات ترامب التجارية والدوائية تدفع بالأسواق للصعود:
- الرسوم الجمركية:
رغم أن ترامب لوح بإمكانية رفع الرسوم الجمركية بشكل كبير إذا لم يتم التوصل لاتفاق شامل خلال مهلة الـ90 يوماً، إلا أنه أكد أنها لن تعود لمستوى 145%، ما خفف من مخاوف الأسواق بشأن تصعيد كبير. - خفض أسعار الأدوية:
وقع ترامب أمراً تنفيذياً لخفض أسعار الأدوية من خلال ربط الأسعار الأمريكية بالمستويات الدولية الأقل سعراً، في خطوة تستهدف الأدوية ذات التفاوت الكبير في الأسعار مثل أدوية خسارة الوزن وعلاج السكري (GLP-1). ترامب أشار إلى أن الأسعار قد تنخفض ما بين 59% و90%، مما وجه ضربة قوية لشركات الأدوية التي تعتمد على السوق الأمريكي كمصدر رئيسي للأرباح.
أداء المؤشرات الرئيسية:
- داو جونز: 42,150 نقطة (+2.18%)
- ستاندرد آند بورز 500: 5,804.89 نقطة (+2.56%)
- ناسداك: 18,567.54 نقطة (+3.56%)
- راسل 2000: 2,078.84 نقطة (+2.76%)
قراءة الأسواق:
- أسهم التكنولوجيا: قادت المكاسب، بدعم من التفاؤل بانفتاح السوق الصيني وتقليل مخاطر التصعيد الجمركي.
- أسهم شركات الأدوية: تعرضت لضغوط مع تجدد المخاوف من التشريعات الجديدة التي قد تضر بهوامش الأرباح.
- الملاذات الآمنة: شهدت تراجعاً مع عودة شهية المخاطرة للأسواق، حيث انخفض الذهب والدولار الأمريكي مقابل العملات الرئيسية.
نظرة مستقبلية: يتوقع أن يستمر الزخم الإيجابي في الأسواق طالما بقيت الأنباء حول الاتفاق التجاري إيجابية. إلا أن قطاع الأدوية قد يواجه ضغوطاً مستمرة مع تصاعد وتيرة الإجراءات الحكومية لكبح جماح الأسعار المرتفعة.
كما سيتابع المستثمرون عن كثب تطورات المفاوضات خلال مهلة الـ90 يوماً وتصريحات ترامب المتكررة حول احتمالية لقاءه بالرئيس الصيني في نهاية هذا الأسبوع.
قطاع الأدوية تحت ضغوط شديدة بعد قرارات ترامب التنفيذية لخفض الأسعار
هذه السياسة تستهدف بشكل مباشر شركات الأدوية متعددة الجنسيات، التي تعتمد على السوق الأمريكي لتحقيق ما يقارب 70% من أرباحها العالمية.
تفاصيل القرار وتأثيراته:
- القرار يفرض على الشركات تقديم أدويتهم في السوق الأمريكي بنفس الأسعار التي يقدمونها في دول أخرى ذات تكاليف منخفضة.
- سيشمل القرار كلاً من السوق التجاري وبرامج التأمين الحكومية مثل Medicare وMedicaid.
- البيت الأبيض أوضح أن الهدف من القرار هو خفض أسعار الأدوية، التي ترتفع في الولايات المتحدة بمعدل 2 إلى 3 أضعاف مقارنة مع الدول المتقدمة الأخرى، وفي بعض الحالات تصل إلى 10 أضعاف.
رد فعل الصناعة:
- مجموعات الضغط الرئيسية مثل PhRMA قدرت أن القرار قد يكلف شركات الأدوية نحو تريليون دولار خلال العقد القادم.
- شركات مثل Pfizer وEli Lilly أعربت عن معارضتها للقرار، خصوصاً بعد إعلان ترامب عزمه فرض رسوم جمركية جديدة على الأدوية المستوردة خلال أسبوعين.
- العديد من شركات الأدوية اعتبرت أن هذه الخطوات قد تدفعها إلى الانسحاب من الأسواق الخارجية الأقل ربحية والتركيز على السوق الأمريكي.
مخاوف اقتصادية وصحية:
- خبراء الصحة العامة حذروا من أن القرار قد لا يكون فعالاً في خفض الأسعار فعلياً، خاصة وأنه لا يغير من ديناميكيات السوق العالمية حيث تأتي معظم الأرباح من الولايات المتحدة.
- كما أعرب الخبراء عن قلقهم من أن هذه الإجراءات قد تؤثر على قدرة الشركات في تمويل الأبحاث وتطوير أدوية جديدة، مما يضر بالابتكار.
- وأشار الخبراء أن هذه السياسات قد تؤدي إلى معارك قانونية طويلة الأمد من قبل شركات الأدوية.
قطاع الأدوية الأمريكي يواجه الآن ضغطاً مزدوجاً من الحكومة عبر خطط لخفض الأسعار محلياً وزيادة الرسوم الجمركية على الأدوية المستوردة.
هذه السياسات قد تؤثر بشكل كبير على أرباح الشركات وتعيد رسم ملامح سوق الأدوية العالمي، في وقت يراقب فيه المستثمرون بحذر نتائج هذه الخطوات غير المسبوقة.
رغم القرارات الحاسمة التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم بشأن خفض أسعار الأدوية وفرض رسوم جمركية محتملة على الأدوية المستوردة، إلا أن عدد من أسهم شركات الأدوية الكبرى سجلت مكاسب ملحوظة خلال جلسة اليوم.
حيث ارتفع سهم Pfizer بنسبة 3.16% ليصل إلى 22.99 دولار، فيما صعد سهم Eli Lilly بنسبة 2.48% مسجلاً 752.82 دولار، كما حقق سهم Johnson & Johnson ارتفاعاً محدوداً بنسبة 0.31% عند مستوى 154.70 دولار.
هذه المكاسب تعكس ارتياحاً نسبياً في الأسواق بعد إدراك المستثمرين أن تنفيذ هذه السياسات قد يواجه عراقيل قانونية وتشريعية طويلة الأمد، فضلاً عن وجود بوادر مقاومة قوية من القطاع الدوائي تجاه تلك الإجراءات. كما يُنظر إلى استمرار قوة المراكز المالية لهذه الشركات وقدرتها على التكيف مع التغيرات التنظيمية كعامل داعم لأسهمها.