هبطت اسواق الأسهم قليلاً مع اعلان الفيدرالي رفع الفائدة الامريكية كما توقعنا في المقالات السابقة، وقد شهد الذهب والفضة ارتفاعات قوية بسبب لجوء المستثمرين الى الاحتماء في الملاذات الأمنة خوفاً من الركود الاقتصادي القادم والذي سيتغذى في الاساس على ما سماه جيروم باول تشديد عمليات الأقراض بقوة، وقد اعلن جيروم باول أن الفيدرالي لديه من الأدوات ما يكفي لردع التضخم وأن الأمر لن يكون فقط برفع الفائدة ولكن هناك أدوات نقدية أخرى كتشديد السياسة النقدية اكثر وتحجيم عملية الاقتراض وبالتالي تقليل السيولة النقدية في الأسواق ولكن ليس عن طريق رفع الفائدة ولكن عن طريق ادوات أخرى.
ما هي الأدوات الأخرى التي من الممكن أن يستخدمها الفيدرالي.
من أهم الادوات التي يستخدمها الفيدرالي هو عدم شراء السندات الحكومية من البنوك الأستثمارية والتجارية لتقليل عمليات تدفق الأموال داخل الأقتصاد، وهذه الطريقة يستخدمها البنك المركزي في الأوقات الصعبة حتى يدفع الاقتصاد الى الأمام، ففي أوقات الركود يبدأ البنك الفيدرالي في شراء الأوراق المالية لتقوية الحالة الاقتصادية وبالتالي يبدا الاقتصاد في التعافي، والعكس في أوقات مثل الذي تشهدها الأسواق الأن، بكل تأكيد سيكون تشديد السياسة النقدية أكثر من ذلك له تأثير سلبي جداً على الأسواق ولكن الفيدرالي قد أعلنها امس، أن محاربة التضخم هي الغاية الأهم للفيدرالي.
ماذا عن الدولار الأمريكي؟
الدولار الأمريكي سيشهد حالة من التخبط أمام العملات الأخرى، نحن الأن في حالة من حالات حرب العملات والتي تحدث بسبب رفع الفائدة وتحكم البنوك المركزية في العملات الخاصة بها، البنك الفيدرالي يحاول تقوية الدولار ولكن في الوقت نفسه قد وصل الدولار الى مستويات سعرية مرتفعة أمام باقي عملات العالم، وهذا لا يعني أن الدولار سيهبط بشكل قوي امام تلك العملات وانما الأمر مرهون بكيفية تعامل البنوك المركزية الأخرى مع الدولار الامريكي، فعندما ترفع البنوك الاخرى معدل الفائدة سيشهد الدولار هبوط أمام العملات الاخرى.