1.7K
شهدت الأسواق الأوروبية تراجعًا حادًا اليوم، حيث تأثرت بمزيج من العوامل الاقتصادية والسياسية. مؤشر Stoxx 600 تراجع بنسبة 0.74% ليصل إلى 551.77 نقطة، بينما هبط مؤشر DAX الألماني بنسبة 1.90%، مسجلًا 22,974.87 نقطة، مما يشير إلى ضغوط كبيرة على الأسواق.
أبرز المؤثرات على الأسواق:
- التخفيض الأخير لأسعار الفائدة من قبل البنك المركزي الأوروبي (ECB):
رغم أن البنك المركزي الأوروبي خفض الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية، إلا أن الأسواق ما زالت تترقب إشارات أوضح حول السياسة النقدية المستقبلية. وأشار المحللون إلى أن سياسة البنك أصبحت أقل تقييدًا، ولكن مع ذلك، فإن التوقعات الخاصة بالتضخم لعام 2025 قد ارتفعت من 2.1% إلى 2.3%، في حين تم تخفيض توقعات النمو إلى 0.9% من 1.1%. - السياسات الجمركية الأمريكية وتأثيرها على الأسواق:
الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أعلن عن إعفاءات جمركية مؤقتة على 50% من الواردات المكسيكية و38% من الكندية حتى 2 أبريل. هذا القرار جاء بعد فرض رسوم جمركية جديدة، مما زاد من تقلبات الأسواق، خاصة مع احتمال تأثر القطاعات المصدرة الأوروبية، مثل السيارات والمنتجات الفاخرة. - ارتفاع التوقعات بزيادة الإنفاق الدفاعي في أوروبا:
شهد قطاع الدفاع الأوروبي مكاسب قوية هذا الأسبوع، حيث ارتفع مؤشر Stoxx Aerospace and Defence بنسبة 9%، وهو أفضل أداء له منذ خمس سنوات. وجاء هذا الصعود بدعم من المحادثات متعددة الأطراف في المملكة المتحدة حول تعزيز الإنفاق الدفاعي ودعم أوكرانيا، إلى جانب اجتماع قادة الاتحاد الأوروبي في بروكسل لاتخاذ قرارات مماثلة، رغم معارضة المجر. - تراجع الأسهم الفاخرة بسبب التهديدات الجمركية الأمريكية:
تعرض قطاع السلع الفاخرة لضغوط، حيث انخفض سهم Richemont بنسبة 3.9% وBurberry بنسبة 6.2%، مما أدى إلى تراجع مؤشر Stoxx Europe Luxury 10 بنسبة 2.5%. يرجع ذلك إلى مخاوف من أن يؤدي رفع الرسوم الجمركية الأمريكية إلى تباطؤ الطلب الاستهلاكي الأمريكي وارتفاع الأسعار، مما يؤثر سلبًا على هذا القطاع. - ردود فعل الأسواق الألمانية على الإصلاحات المالية:
في ألمانيا، هناك تفاؤل بشأن الإصلاحات المالية التي تم التوصل إليها، حيث يأمل المستثمرون أن تؤدي إلى تعزيز النمو الاقتصادي وزيادة الإنفاق على البنية التحتية والدفاع. ومع ذلك، لم يمنع ذلك مؤشر DAX من تسجيل خسائر كبيرة اليوم.
الخلاصة:
- الأسواق الأوروبية تتعرض لضغوط من التقلبات السياسية والتجارية، خاصة بسبب السياسات الجمركية الأمريكية وتوقعات البنك المركزي الأوروبي.
- قطاع الدفاع هو الرابح الأكبر هذا الأسبوع بسبب زيادة التوقعات بارتفاع الإنفاق العسكري الأوروبي.
- قطاع السلع الفاخرة والمعادن والسيارات يواجه تحديات بسبب مخاوف الركود وضعف الطلب الأمريكي.
- إصلاحات ألمانيا المالية قد تدعم الأسواق على المدى الطويل، لكنها لم تمنع التراجعات الحالية.
بالمجمل، يبدو أن الأسواق تمر بفترة تقلبات حادة نتيجة للتداخل بين العوامل الاقتصادية والسياسية، مما يجعل المستثمرين في حالة من الحذر والترقب.