أداء أسواق المال في النصف الأول من العام الحالي

 أداء أسواق المال في النصف الأول من العام الحالي

سجلت مؤشرات الأسهم العالمية نمواً قوياً في النصف الأول من العام الحالي، مدعومة بنوع من النمو المعتدل في الاقتصاد العالمي وتوقعات المراكز العالمية كصندوق النقد الدولي والبنك الدولي بنمو خلال العام ككل بين 2% إلى 3% على أفضل تقدير.

 

بالإضافة إلى ذلك، فإن تراجع المخاطر الجيوسياسية مقارنة بالعام الماضي والذي قبله أدى إلى إقبال أكبر على المخاطر، مدعوماً بتوجه نحو خفض معدلات الفائدة والنجاح في مكافحة التضخم. جميع هذه العوامل ساعدت على ارتفاع مؤشرات الأسهم عالمياً بحوالي 12% بالمتوسط لهذه المؤشرات.

 

وسجلت أسعار النفط والذهب مكاسب جيدة أيضا.

اليكم رسم أداء هذه المنتجات المالية خلال النصف الأول وخلال عام كامل:

 

 

ما هي التوقعات للنصف الثاني من العام؟

يعتمد أداء النصف الثاني من العام الحالي بشكل كبير على قدرة الشركات على تنمية أرباحها والاستفادة من التراجع المتوقع في معدلات التضخم، بالإضافة إلى التراجع المتوقع في معدلات الفائدة من قبل البنوك المركزية.

 

على الرغم من هذه التوقعات الإيجابية، وبسبب الارتفاعات السابقة في أسواق الأسهم فإن الأمر ليس مضموناً بحدوث ارتفاعات سهلة، بل من الممكن أن نشهد تقلبات قصيرة المدى حتى تظهر نتائج الشركات عن الربع الثاني وتؤكد لنا قدرتها على تحقيق أرباح أكبر والتفاعل بشكل إيجابي أكبر مع الظروف الاقتصادية المتغيرة.

 

تفاصيل أداء أبرز المؤشرات: 

أداء الأسواق الآسيوية:

سجلت الأسواق الآسيوية مكاسب بشكل عام، حيث تجاوز مؤشر آسيا داو الذي يغطي قطاعات واسعة في آسيا مكاسب منذ بداية العام حتى اليوم بنسبة 13%.

 

في اليابان، سجل مؤشر نيكاي 225 مكاسب منذ بداية العام بنسبة 18%، ويرجع ذلك إلى التراجع الكبير الذي شهده سعر صرف الين، مما أدى إلى ارتفاع أسعار الأصول هناك بما في ذلك أسعار أسهم الشركات في بورصة طوكيو.

 

 أداء الأسواق الصينية:

على النقيض، سجل مؤشر شانغهاي الصيني أداءً ضعيفاً بالكاد بلغ فيه النمو أو التغير نسبة 0.6%.

منذ منتصف عام 2023 حتى منتصف 2024، شهد مؤشر شانغهاي تراجعاً بنسبة 7%، مما يشير إلى أن أداء الاقتصاد الصيني ما يزال ضعيفاً مقارنة بغيره من الاقتصادات، وذلك بسبب المخاوف المتعلقة بقطاع العقارات.

 

 أداء الأسواق الكورية:

سجل مؤشر هانسينج الكوري مكاسب بسيطة بنسبة حوالي 4% منذ بداية العام، لكن خلال العام ككل هناك تراجع بنسبة 6%. هذا التراجع يعبر عن نوع من التقلبات في الأسواق الآسيوية بشكل عام.

 

الآن ننتقل إلى أداء الأسواق الأوروبية:

كان أداء الأسواق الأوروبية أفضل خلال النصف الأول من العام الحالي.

سجل مؤشر ستوكس 600 الأوروبي، الذي يشمل قطاعات مختلفة في اقتصادات أوروبا، نموًا وارباحًا منذ بداية العام بنسبة 7.3%.

خلال عام كامل، بلغت المكاسب 11.5%، مما يعكس أداءً قوياً لأسواق الأسهم الأوروبية.

 

 أداء الأسواق الألمانية:

سجل مؤشر داكس الألماني مكاسب قوية منذ بداية العام بنسبة 9.5%.

خلال عام كامل، بلغت المكاسب 14%، مما يشير إلى أداء قوي ومستدام للاقتصاد الألماني وأسواق الأسهم فيه.

 

 أداء الأسواق الفرنسية:

بالمقارنة مع مؤشر داكس الألماني، كان أداء الشركات الفرنسية أضعف.

سجلت الشركات الفرنسية نموًا بأقل من 1% منذ بداية العام، وخلال العام الكامل بلغت نسبة النمو فقط 3%.

يعكس هذا التباين الواضح بين أداء أسهم ألمانيا وفرنسا تفاوتًا في القوة الاقتصادية وأداء الشركات بين البلدين.

 

 أداء الأسواق البريطانية:

سجل مؤشر فوتسي 100 البريطاني مكاسب أيضًا،  6% منذ بداية العام، وخلال العام الكامل بلغت نسبة النمو 9%.

 

 أداء الأسواق الأمريكية:

سجلت الأسواق الأمريكية أقوى أداء بين المناطق المذكورة.

حيث سجل مؤشر S&P 500 مكاسب بنسبة 14.4% منذ بداية العام، بينما خلال العام الكامل بلغت المكاسب 22.7%.

هذه المكاسب مدعومة بشكل رئيسي بارتفاعات شركات التكنولوجيا.

 

أداء مؤشر NASDAQ المركب:

سجل مؤشر NASDAQ المركب مكاسب بنسبة 18.13% منذ بداية العام، وخلال العام الكامل بلغت مكاسبه 28.6%، أي يقارب 30%.

تعزى هذه المكاسب القوية إلى الإقبال الكبير على تقنيات الذكاء الاصطناعي وارتفاع أسهم شركات التكنولوجيا بشكل رئيسي.

 

 أداء مؤشر Dow Jones: 

في المقابل، سجل مؤشر Dow Jones أداءً أضعف نسبياً، حيث بلغت مكاسبه منذ بداية العام 3.8%، بينما خلال العام الكامل بلغت المكاسب 13.69%.

 

يشير هذا إلى أن التركيز الأكبر في سوق الأسهم الأمريكية كان على شركات التكنولوجيا ضمن مؤشر NASDAQ المركب ومؤشر NASDAQ 100، مما ساهم في دفع مؤشر S&P 500 الذي يتمتع بوزن تكنولوجي مرتفع لتحقيق مستويات ومكاسب قوية.

 

 أداء الذهب:

كان أداء الذهب خلال النصف الأول من العام الحالي جيداً، حيث سجل مكاسب بنسبة 12.8%. ارتفع سعر الذهب إلى مستويات عالية جداً، مسجلاً أعلى مستوى له عند 2454.20 دولارًا للأونصة الواحدة. خلال العام الكامل، كانت المكاسب قوية أيضاً حيث بلغت 21.13%.

 

وذلك بسبب التحوط والإقبال من البنوك المركزية وأيضا تنويع الاستثمارات في المحافظ الاستثمارية.

 

أداء النفط الخام الأمريكي:

كان أداء النفط الخام الأمريكي جيداً خلال النصف الأول من العام، على الرغم من التقلبات التي شهدناها خلال الأسابيع الأخيرة. أنهى النفط هذه التداولات للنصف الأول عند مستويات فوق 80 دولاراً للبرميل الواحد. سجلت مكاسب برميل النفط الخام الأمريكي نسبة 15.2% خلال النصف الأول، بينما خلال العام الكامل بلغت المكاسب 17.2%.

 

العوامل الداعمة: التفاؤل بتحسن الاقتصاد العالمي.

 

ستظل أسعار النفط مرهونة بتقلبات مؤشرات الأسهم، والتي قد تميل نوعاً ما للتقلب في الفترة القصيرة القادمة.

يجب مراقبة مدى قدرة الشركات على تنمية أرباحها، مما قد يؤثر بدوره على الطلب على النفط.

 

 أداء عوائد الخزانة الأمريكية لأجل عشرة أعوام

سجلت عوائد الخزانة الأمريكية لأجل عشرة أعوام ارتفاعات خلال النصف الأول من العام الحالي.

في بداية العام كانت حوالي 3.9%، ولكن مع نهاية النصف الأول، سجلت مستويات 4.4%.

 

حيث ساهمت التغييرات في توقعات عدد مرات رفع الفائدة من قبل الفيدرالي الأمريكي في رفع عوائد الخزانة.

في البداية، كان من المتوقع رفع الفائدة ثلاث مرات خلال العام الحالي، ولكن الآن التوقعات تشير إلى مرتين فقط في سبتمبر وديسمبر.

 

من المتوقع أن تعود عوائد الخزانة الأمريكية إلى التراجع تدريجياً مع تراجع التضخم.

هذا التراجع يمكن أن يسمح بالإقبال على الأصول ذات المخاطر مثل الأسهم، وخفض مؤشر الدولار الأمريكي، مما قد يساعد أيضاً في رفع أسعار عدد من السلع والأصول المالية.