سجلت أسواق الأسهم تراجعات قوية في عام 2022
وحتى اليوم الأخير من العام فقد سجلت مؤشرات الأسهم في أميركا وأوروبا وآسيا خسائر للعام ككل
رغم ارتفاعها (باستثناء ناسدك) في الربع الرابع من العام
ولكن هل ستستمر التراجعات في عام 2023؟!
العديد من الاستبيانات في أسواق الأسهم تشير إلى امكانية تراجع السوق لتسجيل انخفاض جديد قبل العودة للارتفاع بسرعة!
ولكن إلى أين قد يحدث هذا التراجع؟!
وفق العلاقة التي أشرنا إليها في تقارير سابقة بين مؤشرات القطاع الخدمي والصناعي وعدة مؤشرات اقتصادية أخرى
ومقارنتها بأرقام تاريخية لمؤشر اس اند بي 500 المقياس العام لسوق الأسهم الأمريكي
فإن تراجع بيانات الاقتصاد يمنح المؤشر نطاق طبيعي للحركة بين 3800 و4250 تقريبا
أي أن المؤشر حاليا ضمن الحد الأدنى من النطاق الرقمي وفق هذه الأرقام
ولكن هذا لا يمنع المؤشر من التراجع أقل بكثير عن هذا النطاق بسبب
المخاوف من أن تكون الشركات في المؤشر تعاني بشكل حاد من نقص السيولة وأنها مهددة بالافلاس
ولذا فإن هناك أهمية كبيرة لمعرفة نتائج الشركات عن الربع الرابع والتي تصدر خلال أسابيع قليلة.
اليكم صورة من صور تدهور كبرى الاقتصادات العالمية في نهاية العام مقارنة ببدايته
حيث مؤشر القطاع الصناعي لمديري المشتريات الذي كان ينمو (فوق مستوى الـ 50) بشكل جيد في أميركا ومنطقة اليورو واليابان
لينهي العام بقراءة توقعية عن شهر ديسمبر بانكماش بهذه الاقتصادات مع الاقتصاد الصيني أيضا وفق الرسم التالي
وعليه اليكم أداء المؤشرات خلال عام 2022 وللربع الرابع منه
مؤشر داكس الألماني كان أعلى المرتفعين في الربع الرابع بناسبة تتخطى الـ 15%
مؤشر اس اند بي 500 يقترب على انهاء العام بخسائر تتجاوز الـ 20%
بينما مؤشر ناسدك المركب تراجع خلال عام 2022 بنسبة تفوق الـ 33%
وبما أن الضعف برز في أسهم التكنولوجيا فقد سجلت الأسهم الشهيرة منها الأداء التالي
سهم تيسلا تراجع خلال العام بأكثر من 65% وخلال الربع الرابع لوحده فقد هوى 54%
خسائر سهم ميتا خلال العام أيضا قاسية بنسبة 65% وأمازون ونيتفليكس بحوالي 50%
أما أبل فتراجع خلال العام 27% بينما للربع الرابع تراجع 9%
أداء القطاع المالي في الربع الرابع كان بعكس التكنولوجيا حيث ارتفع وفق الرسم التالي:
ارتفاع معدلات الفائدة في أوروبا لمستويات لم نشهدها منذ سنوات ساعد أسهم البنوك هناك
سهم كوميرزبنك مرتفع منذ بداية العام 32% وخلال الربع الرابع 20%
بينما سهم دويتشيه بنك مرتفع خلال الربع الرابع بحوالي 40% ليعوض أغلب خسائر العام!
وارتفعت أسهم القطاع المالي بشكل عام في أميركا أيضا خلال الربع الرابع
الذي كان إيجابيا للعديد من أسهم شركات التصنيع وفق الرسم التالي
حيث ارتفع سهم بوينج 50% في الربع الرابع بينما استمرت أسهم شركات الطاقة بتحقيق مكاسب جراء سعر النفط المرتفع نسبيا
مكاسب اكسون موبيل خلال عام 2022 بلغت 79% بينما شيفرون 51% في حين ارتفعا للربع الرابع 23% لكل منهما
أيضا فإن مرسيدس بنز وبي ام دبليو حققا مكاسب خلال الربع الرابع حول الـ 20%
ولا شك أن شركات السيارات بشكل عام تعاني من ارتفاع تكاليف التمويل التي تضعف الطلب على المركبات الجديدة
لذا فقد أنهت أسهم فولكسفاجن وفورد موتورز وجينرال موتورز العام بخسائر بحوالي 43%.
أسواق السلع سجلت خلال عام 2022 مكاسب قوية جدا بسبب الحرب في أوكرانيا ومخاوف تعثر الامدادات إلا أنها تراجعت فيما بعد وأنهت العام قرب الأداء التالي
حيث الذهب أنهى العام بتغير طفيف جدا رغم مكاسب الربع الرابع عند 9%
بينما الفضة مرتفعة خلال عام 3.5% مع مكاسب قوية في الربع الرابع بنسبة 27%
أما النفط الأمريكي وخام برنت فعلى مكاسب بين 3% إلى 6% لعام 2022
رغم امكانية تدهور الأسعار في حال تراجع أداء الاقتصاد العالمي بشرط عدم وجود خفض قوي من انتاج أوبك بلس.