تميز مؤشر الدولار الأمريكي في عام 2021 بارتفاعه بحوالي 7% إلا أنه يقترب من أعلى مستويات سجلها خلال السنوات الأخيرة عند مستويات 100 إلى 103.82
بينما تراجع اليورو أمامه بحوالي 7% ليسجل اليورو أعلى نسبة تراجع منذ عام 2015
والين الياباني بحوالي 11% حيث سجل الدولار الأمريكي أعلى نسبة ارتفاع أمام الين منذ عام 2014
وفقدت الكرونة السويدية 11% والراند الجنوب افريقي حوالي 8%
بينما سجلت الليرة التركية خلال العام تقلبات كانت الأكبر حيث بلغت مكاسب الدولار الأمريكي 120% قبل أن تتراجع إلى ما دون 50% ثم تقترب من انهاء العام عند 80%
الدولار الأسترالي والدولار النيوزلندي تراجعا أمام الدولار بحوالي 5% بسبب توقعات ابقاء الفائدة دون تغير مع عودة تباطؤ نمو اقتصاد الصين
أما الذهب فقد تراجع بحوالي 4% والفضة بحوالي 12%
حيث تأثرت الأسعار برغبة الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي والبنك المركزي البريطاني والكندي برفع معدلات الفائدة في العام المقبل
إلا أن استمرار انتشار كورونا حاليا ساهم بدعم الأسعار حتى الآن
بالمقابل فإن مجلس الذهب العالمي أشار عن بيانات الربع الثالث بأن تكلفة انتاج الأونصة بالمتوسط هي قرب 1200$ وفي جنوب افريقيا تبلغ التكلفة حوالي 1400$
مما يعني أن الأسعار قد تتراجع إلى 1400$ في حال تحسن الاقتصادات ورفع معدلات الفائدة بشكل كبير حول العالم والانتهاء من جائحة كورونا
تميز الدولار الأمريكي يأتي جراء توجه الإحتياطي الفيدرالي الأمريكي لرفع معدل الفائدة في العام المقبل 2022 بما قد يصل إلى 3 مرات رفع للفائدة
مع استمرار وتيرة رفع الفائدة في عام 2023 بحوالي 4 مرات إضافية
بينما لا يتوقع السوق رفع معدل الفائدة في منطقة اليورو قبل نهاية عام 2022
مما دفع مؤشر الدولار لتحقيق مكاسب الـ 7% جراء الفارق المتوقع في توجهات السياسة النقدية الأمريكية والأوروبية
حيث وزن اليورو هو الأكبر تأثيرا على مؤشر الدولار الأمريكي ويتجاوز الـ 50%
الجنيه الاسترليني لقي دعما من رفع البنك المركزي البريطاني لمعدل الفائدة بشكل مفاجئ خلال الأسابيع الأخيرة من العام 2021
مما يعني توجهه نحو المزيد من عمليات رفع الفائدة في العام 2022
ومما يعني أنه بامكانه منافسة قوة الدولار الأمريكي أمام العملات الأخرى أيضا
بسبب الفارق بين السياسات النقدية للبنك المركزي البريطاني وغيرها من البنوك التي تريد تثبيت معدلات الفائدة
مما قد يعطي قوة أكبر للجنيه الاسترليني في عام 2022.
من كندا فيتوقع أن يقوم البنك المركزي الكندي برفع معدل الفائدة في شهر أبريل المقبل وربما يستمر بوتيرة رفع الفائدة مع استمرار تحسن الاقتصاد
ولذا أيضا فيقترب الدولار الكندي من انهاء العام 2021 على مكاسب بسيطة أمام الدولار الأمريكي حول 0.2% عند 1.2707
الليرة التركية كانت قد تقلبت بشكل هائل في عام 2021 حيث بلغت مكاسب الدولار الأمريكي أمامه مستوى 120%
حيث ضعفت الليرة التركية بعد قيام البنك المركزي التركي بخفض معدل الفائدة عدة مرات من 19% في منتصف عام 2021 إلى 14% نهاية العام
ويرافق ذلك التضخم الذي يبلغ 21% وهو أعلى بكثير من هدف البنك المركزي للتصخم عند 5%
ويعني خفض الفائدة فرصة أكبر لارتفاع التضخم بشكل أكبر مما أخاف المستثمرين من حالة الاقتصاد
وخفض الثقة بقيمة الليرة التركية بشكل كبير وهوى بها ليبلغ الدولار الواحد مستوى قياسي جديد عند 18.36 ليرة
إلا أن تعهد الحكومة التركية مؤخرا بحماية الإيداعات بالليرة التركية وتدخل البنك المركزي التركي
ببيع الدولار الأمريكي باستخدام احتياطياته النقدية خفض من خسائر الليرة من 120% إلى أقل من 50%
قبل أن تتراجع إلى 13.47 ليرة عند خسارة بحوالي 80% في تداولات آخر أيام العام
إلا أن البنك المركزي التركي تكلف أكثر من 18 مليار دولار في ديسمبر
عبر تدخله ببيع الدولار وتوفيره بالأسواق لخفض قيمته أمام الليرة
مما يعني أن هذه السياسة مكلفة وغير دائمة مما قد يعيد تقلبات الليرة مجددا في العام المقبل.