تحركات الأسواق السعرية ما تزال تشير إلى اتجاه قوي نحو رفع الدولار الأسترالي، مدفوعًا بارتفاع أسعار المعادن الصناعية واستمرار نمو الاقتصادات الكبرى.
الأسواق تتجه أيضا للتخلي عن الين الياباني والفرنك السويسري بسبب ارتفاع الرغبة في المخاطرة وتراجع حالة الخوف، حيث يُعتبر الين الياباني الملاذ الآمن في آسيا، والفرنك السويسري الملاذ الآمن في أوروبا.
كذلك، ارتفعت أسعار النفط اليوم، ويمكن لها تحقيق المزيد من المكاسب بعد تقرير أوبك بلس الذي يضمن استمرار خفض الإنتاج.
أما مؤشرات الأسهم الأمريكية، فهي تحاول بناء المزيد من المكاسب أيضًا.
هذه هي الاتجاهات السعرية الحالية، وإليكم تفاصيل حركة الأسعار، مع التركيز على الأصول التي تبدو وأنها توفر فرصًا استثمارية.
- مؤشر S&P 500
يقع السعر الحالي لعقود S&P 500 المستقبلية عند 5383 نقطة، حيث تجاوز هذا المستوى القمم التي سُجلت في فبراير ومايو الماضيين.
هذا الزخم الصعودي يُعيد للسوق تدريجيًا قوة الارتفاع.
من المهم ملاحظة أن المستوى المفصلي أو الدعم الأساسي الذي طالما بقي السعر فوقه، فإنه مرشح لمزيد من الارتفاع يقع عند 5300 نقطة.
أما في حال شهدنا استقرارًا دون 5300 نقطة في أي يوم، فإن ذلك يعيد إمكانية التراجع إلى مستويات 5190 نقطة.
بالمقابل، طالما استقر السعر عند المستويات الحالية، فإننا نتوقع أن يتجه تدريجيًا نحو مستويات قرب 5600 نقطة.
تجدر الإشارة إلى أن المخاطر الجيوسياسية قد تتسبب في اضطرابات بسيطة، ولكن من الواضح أن مستوى 5300 نقطة يُعتبر مستوى دعم قوي يمكن أن يشكل فارقًا بين الارتفاع والهبوط.
سنكتفي هنا بمناقشة مؤشر S&P 500 كونه يعكس الصورة العامة للسوق، ويعتبر تمثيلاً جيدًا للحالة الوسطية للتحركات الكبيرة لمؤشري ناسداك وداوجونز.
- الذهب
بالانتقال إلى الذهب، ما يزال المعدن الأصفر يحاول الوصول إلى القمم الأخيرة التي سجلها وفق تقريرنا السابق حول المثلث الذي يكونه.
المقاومة الرئيسية تقع عند مستويات قرب 2480 دولار للأونصة.
على الرغم من تراجع مؤشر الدولار الأمريكي اليوم إلى مستويات 102، إلا أن الذهب لم يستفد بشكل ملحوظ من هذا التراجع.
تحركاته ضمن المثلث الذي أشرنا إليه سابقًا، والدعم الأول فوق مستويات 2370 دولار، تجعل التحركات الطبيعية للذهب محصورة بين 2370 و2480 دولار للأونصة الواحدة.
- النفط الأمريكي
أما بالنسبة لأسعار النفط الأمريكي وفق العقود المستقبلية، فإن السعر حاليًا عند 77.77 دولار للبرميل ويتجه السعر تدريجيًا لاختبار مستويات 80 دولار للبرميل.
تقرير صدر اليوم عن أوبك أشار إلى خفض بسيط في توقعات الطلب، لكنه غير جوهري.
تستمر سياسات أوبك في خفض الإنتاج كما هي، مما يدعم أسعار النفط وارتفاعاتها كما أن الزخم الأساسي للارتفاع يعود إلى إمكانية خفض معدلات الفائدة، مع بقاء الاقتصادات متعافية نسبيًا.
لا يوجد دعم قريب واضح للنفط، حيث ارتد السعر بشكل كبير من مستويات 71 دولار للبرميل، مما يجعل التراجعات والارتفاعات محتملة.
ومع ذلك، يبدو أن الزخم الحالي قد يدفع الأسعار إلى مستويات 80 دولارًا للبرميل.
- الاتجاهات السعرية في أسواق العملات:
في هذا القسم، سنستعرض أهم التحركات والفرص المتاحة في أسواق العملات الرئيسية، مع التركيز على الاسترليني مقابل الدولار الأمريكي، والدولار الأسترالي.
الاسترليني مقابل الدولار الأمريكي (GBP/USD)
ما يزال الجنيه الإسترليني يحاول تعزيز موقعه بالابتعاد عن القاع الذي سجله مؤخراً، وأدنى سعر له في يونيو ومستويات الدعم الهامة عند حوالي 1.2610.
الارتفاعات المستمرة للجنيه الإسترليني لليوم الثالث على التوالي تشير إلى احتمالية تراجع الدولار الأمريكي بشكل طفيف، مما يدعم مكاسب الإسترليني.
ومع ذلك، من المتوقع أن تكون هذه المكاسب محدودة عند مستويات 1.2850، حيث توجد مقاومة قوية.
الاتجاه العام للإسترليني يبقى إيجابياً مقارنة بالدولار الأمريكي، كما أن الظروف الاقتصادية في المملكة المتحدة تدعم هذا الاتجاه.
الدولار الأسترالي مقابل الدولار الأمريكي (AUD/USD)
أما الدولار الأسترالي، فهو عند مستويات منتصف بين أعلى قمة سجلها في يوليو وأدنى قاع سجله قبل عدة أيام.
من المرجح أن يستمر الدولار الأسترالي بالارتفاع طالما لم يستقر دون مستوى 0.6550.
إذا استمر الزخم الصاعد، فمن المتوقع أن يستهدف مستويات 0.6760. أما في حال التراجع أو الإغلاق دون مستوى 0.6550، فمن المحتمل أن يعود لاختبار مستويات الدعم الهامة عند 0.6477.
بشكل عام، يبدو أن هناك زخم صاعد للدولار الأسترالي، مدفوعًا بارتفاع أسعار المعادن، وهو ما يعزز من احتمالية استمرار هذا الاتجاه الإيجابي.
مكاسب الدولار الأسترالي أمام الين والفرنك السويسري:
حقق الدولار الأسترالي اليوم مكاسب قوية أمام كل من الين الياباني والفرنك السويسري.
فقد ارتفع أمام الين بأكثر من 1.3%، وأمام الفرنك السويسري بنسبة 1%.
يعود هذا الارتفاع إلى عدة عوامل، أبرزها زيادة أسعار المعادن الثمينة والصناعية، التي تعزز من قوة الدولار الأسترالي.
بالإضافة إلى ذلك، هناك تراجع في الحاجة إلى الين الياباني والفرنك السويسري كملاذات آمنة، مما أدى إلى ضعف هذه العملات أمام الدولار الأسترالي.
هذا النمط من التحركات قد يستمر لفترة، حيث تبقى احتمالية استمرار الزخم الصعودي للدولار الأسترالي مقبولة في ظل الظروف الحالية.
الدولار النيوزلندي مقابل الدولار الأمريكي (NZD/USD)
حاليًا، يواجه الدولار النيوزلندي مقابل الدولار الأمريكي مستوى فاصل مهم.
تتمثل هذه المستويات في النطاق 0.6050، والتي كانت محورية في بداية العام وتحديدا في شهر يناير، مثلت هذه المستويات القاع حينها، مما يجعل الاستقرار حولها أمرًا حاسمًا لتحديد الاتجاه المستقبلي.
إذا تمكن السعر من الاستقرار فوق هذه المستويات، فقد يفتح ذلك المجال أمام مكاسب أوسع نحو مستويات قريبة من 0.6140.
بالمقابل، إذا فشل السعر في الارتفاع فوق هذه المستويات لعدة أيام، فقد نشهد عودة موجة التراجع إلى مستويات 0.5920.